Admin عضو نشيط
,kkkkkkkkkkkkkk kkkkkkkkkkkkkk رقم العضوية : 1 عدد الرسائل : 89 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/07/2008
الاوسمه :
| موضوع: بلاش قلة ادب الأربعاء أبريل 14, 2010 1:18 pm | |
| هل من الممكن لإنسان أن يسير فى شوارعنا سواء كان مترجلاً على قدميه أو راكباً سيارته أو حتى ميكروباص دون أن تخدش مسامعه بعض الألفاظ الخارجة وربما السافلة التى أصبحت تمثل لدى البعض الماء والهواء ، بل الجريمة الكبرى أن تكون قلة الأدب هى طريقة تعبيرية فعالة عن المودة بين الأصدقاء ، فلابد أن تجد الأصدقاء الأنتيم يشتمون بعضهم البعض وإلا لا يكونون أنتيم ، فتجدهم فى الشوارع يترنحون مثل السكارى وأحدهم يشتم صديقه " واد يا بن كذا " بعلو صوته فى الشارع فلا يهمه أحد فى الشارع ولا أى شىء ، وتجد صديقه الأنتيم يبادلة الإبتسام على هذه الشتيمة المباركة وكأنه بيمدحه يعنى ، ثم نأتى لمستودع الأوبئة الشتيمية وهم سائقى الميكروباص وهم كلهم تقريباً عينة واحدة نشأت وترعرعت على مبدأ " الراجل مش بس بكلمته الراجل بشتيمته وقلة أدبه " وربما يتطاولون على بعض الركاب المحترمين لا أقول بالشتيمة ولكن بالرخامة وقلة الذوق .
وتظهر شتيمة سائقى الميكروباصات لبعضهم البعض فيكفى مثلا أن سائق تاكسى أو سيارة ملاكي أو حتى سائق ميكروباص مثله يضيّق عليه بسيارته حتى ينفتح فم هذا السائق بكل ألوان السباب دون مراعاة لمشاعر الركاب الذين يوجد بينهم أنسات وسيدات محترمات قد تخدش حياءهم تلك الكلمات الساقطة ، وربما تكون ظاهرة الشتيمة والسباب غير قاصرة فقط على الشريحة التعبانة من الشعب فهناك شرائح طلبة الجامعة والموظفين الذين يتبادلون كلمات سباباً كثيرة علناً وكأنها أصبحت شىء عادي جداً بل وصل الأمر إلى الطبقة الأعلى فنجد فى الجرائد أن العضو الفلاني فى مجلس الشعب تطاول بالسب والقذف على زميله العضو العلاني .
وهكذا أصبحت الشتيمة والسباب داء فى المجتمع ككل لتأتي السينما هى الأخرى لتلعب على هذا الوتر الذى وجد هوى لدى الشعب فتظهر موجة من الأفلام المنحطة التى يكون فيها الشتيمة بالأم وبالأعراض وتمر عادي جداً على الرقابة التى تجيزها رغم أن زمان لم تكن الرقابة تجيز مثل هذه الأفلام ، ولكن طالما إن الشعب كله بيشتم وبيسب فلماذا لا تجيزها الرقابة ؟! هذا هو المبدأ الذى تسير به السينما التى أصبحت معول هدم وفساد فى المجتمع الذى أصبح لا يجد مكاناً لمزيداً من الفساد حيث في مصر هناك مشاهير ونجوم للشتيمة، بل إن الجمهور ينتظر رؤيتهم علي الفضائيات لتأكدهم أنهم سيخرجون عن النص.. فنانون سياسيون.. رياضيون.. وتعتبر إستضافتهم مكسب حقيقى لأى برنامج توك شو عايز يلم زبائن.
ولاشك أن ظاهرة السباب والشتيمة هذه ليست من أخلاق الرجل الحر ولكنها من أخلاق العبيد ويقرر هذه الحقيقة مؤلف كتاب " تراث العبيد فى حكم مصر المعاصرة " الذى يوضح بجلاء أن ظاهرة الشتيمة بالأم التى انتشرت على لسان السفلة وساقطى المروءة إنما هى فى الأصل من أخلاقيات العبيد فى ظل حكم المماليك ، لأن المملوك لم يكن يعرف أمه بحكم أنه عبد يباع ويشترى ، فكان كلما أراد أن يشتم الناس يشتمهم بأمهاتهم لإهانة أعراضهم حيث أن العبد لا عرض له يخشى عليه ، وهذا التفسير من مؤلف الكتاب تفسير رائع جداً ، وتأمل فى واقعنا فى كل إنسان سليط اللسان يشتم الناس بأمهاتهم لو كان يخاف على أمه من ألسنة من يشتمهم لم يشتمهم أبداً لأن ما اسهل الشتيمة وما أسهل قلة الأدب على من لا خلاق له ، ولذلك الحديث النبوي الشريف أشار إلى هذه النقطة حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " من الكبائر شتم الرجل والديه ، قالوا يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه قال نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه " رواه مسلم .. نسأل الله – تبارك وتعالى – أن يطهر المجتمع من السفلة سليطى اللسان المتطاولون على خلق الله ..
قولوا آمين . | |
|